Biodata Abu Hurairah dan Perjalanannya




✍🏻 سيرة أبي هريرة الدوسي اليماني رضي الله عنه 

■ اسمه وكنيته:

اختلف في اسمه على أقوال أشهرها: عبد الرحمن بن صخر. وقال ابن إسحاق: حدثني بعض أصحابنا عن أبي هريرة قال: كان اسمي في الجاهلية عبد شمس فسميت في الإسلام عبد الرحمن، وإنما كنيت بأبي هريرة، لأني وجدت هرة فجعلتها في كمي، فقيل لي: ما هذه؟ قلت: هرة. قيل: فأنت أبو هريرة.

■ إسلام أبي هريرة وهجرته إلى المدينة:

أسلم أبو هريرة رضي الله عنه وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثمان وعشرين سنة في نفر من قومه من قبيلة دوس اليمانية، وقدموا المدينة وقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، فلحق أبو هريرة النبي صلى الله عليه وسلم وقدم عليه وهو في خيبر أول سنة سبع من الهجرة. قال أبو هريرة: نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا.

■ صبر أبي هريرة على طلب العلم وملازمته النبي صلى الله عليه وسلم وخدمته:

قال ابن عبد البر: "أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضيا بشبع بطنه، فكانت يده مع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يدور معه حيث دار، وكان من  أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار، لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائجهم، وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه حريص على العلم والحديث". 
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 359) من طريق الوليد بن رباح أن أبا هريرة قال: قدمت ورسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين، فأقمت معه حتى مات، أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه، وأغزو معه وأحجّ، فكنت أعلم الناس بحديثه، وقد واللَّه سبقني قوم بصحبته، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألونني عن حديثه، منهم: عمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، ولا واللَّه لا يخفى عليّ كلّ حديث كان بالمدينة.
وروى البخاري (5884) ومسلم (2421) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى بيت فاطمة فدعا الحسن بن علي، فلم يلبث أن جاء يسعى، حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أحبه، فأحبه وأحبب من يحبه»، قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي، بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال. 

■ حفظ أبي هريرة للكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم:

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا، طيبا، وحدث عنه: خلق كثير من الصحابة والتابعين. قال البخاري: روى عنه ثمانمائة أو أكثر.
وعن عبد الله بن شقيق قال: قال أبو هريرة: لا أعرف أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحفظ لحديثه مني.
وروى حماد بن زيد قال: حدثني عمرو بن عبيد الأنصاري قال: حدثني كاتب مروان: أن مروان أرسل إلى أبي هريرة، فجعل يسأله، وأجلسني خلف السرير، وأنا أكتب، حتى إذا كان رأس الحول، دعا به، فأقعده من وراء الحجاب، فجعل يسأله عن ذلك الكتاب، فما زاد ولا نقص، ولا قدَّم ولا أخَّر!!
قال الذهبي معلقا على هذه القصة: هكذا فليكن الحفظ!!
وعن عاصم بن كليب قال: حدثنا أبي أنه سمع أبا هريرة كان يبتدئ حديثه بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
قال الحافظ الذهبي: احتج المسلمون قديما وحديثاً بحديث أبي هريرة، لحفظه، وجلالته، وإتقانه، وفقهه، وكان أبو هريرة وثيق الحفظ، ما علمنا أنه أخطأ في حديث.

■ عدد أحاديث أبي هريرة:

قال الذهبي: عدد أحاديث أبي هريرة المتفق عليها في البخاري ومسلم: ثلاث مائة وستة وعشرون حديثاً. وانفرد البخاري: بثلاثة وتسعين حديثاً، ومسلم: بثمانية وتسعين حديثاً.
قلت: فعلى كلام الحافظ الذهبي يكون مجموع أحاديث أبي هريرة في صحيح البخاري ومسلم: 517 حديثاً، وجميع أحاديث أبي هريرة الصحيحة من غير تكرار نحو الألف حديث والله أعلم كما حققته في كتابي "أحاديث أبي هريرة تحقيق واستقراء".
وأكثر الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله عنه لم يتفرد بروايتها وحده، بل رواها غيره من الصحابة الكرام، وعدد الأحاديث الصحيحة التي تفرد بروايتها أبو هريرة رضي الله عنه هي نحو 110 أحاديث فقط، ومعظمها في الترغيب والترهيب والأخلاق والقصص، ومن أراد بيانها بالتفصيل فليرجع إلى رسالتي المسماة "الأحاديث الصحيحة التي تفرد بروايتها أبو هريرة رضي الله عنه".

■ حفظ أبي هريرة للقرآن الكريم وتعليمه:

لم يكن أبو هريرة رضي الله عنه حافظا للحديث النبوي فحسب، بل كان أيضا حافظا للقرآن الكريم، وهو من القراء المشهورين الذي حفظوا القرآن الكريم وعلَّموه التابعين، قال الإمام أبو عمرو الداني: عرض أبو هريرة القرآن على أبي بن كعب. قال الذهبي: أبو هريرة رأس في القرآن، وفي السنة، وفي الفقه.

■ محبة أبي هريرة لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

كان أبو هريرة رضي الله عنه يحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويحث النا

س على حبهم، روى أحمد في مسنده (7876) بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني " يعني حسنا وحسينا.
وقد كان أبو هريرة ينشر الأحاديث التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل آل البيت، وروى المحدثون كثيرا من أحاديث فضائل آل البيت عن أبي هريرة رضي الله عنه، ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه (2405) عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم خيبر: «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه» قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها، وقال: «امش، ولا تلتفت، حتى يفتح الله عليك» قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله».
وقد أنكر أبو هريرة على بني أمية حين منعوا من دفن الحسن بن علي بجوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فروى عبد الرزاق الصنعاني (6369) وحسن إسناده الألباني في كتابه أحكام الجنائز ص 101 عن أبي حازم قال: لما مات الحسن وسعيد بن العاص الأموي أمير على المدينة وصلوا عليه قام أبو هريرة فقال: أتنفسون على ابن نبيكم صلى الله عليه وسلم تربة يدفنونه فيها؟ ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني».

■ عدالة أبي هريرة وأمانته:

كان أبو هريرة رضي الله عنه من عباد الصحابة، وكان مكثرا للصلاة والصيام وقراءة القرآن وذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، قال أبو عثمان النهدي: تضيفت أبا هريرة سبعا، فكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا، ويصلي هذا، ثم يوقظ هذا. قلت: يا أبا هريرة، كيف تصوم؟ قال: أصوم من أول الشهر ثلاثا.
وعن شرحبيل: كان أبو هريرة يصوم الاثنين والخميس.
وعن عكرمة قال: كان أبو هريرة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة، يقول: أسبح بقدر ديتي.
وكان أبو هريرة مؤتمناً عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، حتى أنه استعمله على البحرين.

■ عمل أبي هريرة بعلمه:

كان أبو هريرة رضي الله عنه عاملا بعلمه حتى أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها أحد من أمتي، إلا كنت له شفيعا يوم القيامة أو شهيدا» رواه مسلم في صحيحه (1378)، فلم يزل ساكناً في المدينة النبوية حتى توفي بها.
وروى البخاري (1178) ومسلم (721) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن حتى أموت: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر».

■ اعتزال أبي هريرة الفتنة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه:

كان أبو هريرة رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين الصحابة رضي الله عنهم، فلم يشهد معركة الجمل ولا صفين، وبقي في المدينة النبوية وقت الفتنة، واعتزل الفتنة كما اعتزلها أكثر الصحابة رضي الله عنهم، روى الخلال في كتاب السنة (2 / 466) بإسناد صحيح عن محمد بن سيرين قال: "هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف، فما حضر فيها مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين".

■ إنكار أبي هريرة على الأمراء:

كان أبو هريرة رضي الله عنه آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ولا يسكت عن منكر يراه من الأمراء، روى مسلم عن أبي زرعة قال: دخلت مع أبي هريرة في دار مروان فرأى فيها تصاوير، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة».
وروى أحمد وصححه الأرناؤوط أنه قيل لمروان بن الحكم: هذا أبو هريرة على الباب، قال: ائذنوا له، قال: يا أبا هريرة، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أوشك الرجل أن يتمنى أنه خر من الثريا، وأنه لم يتول من أمر الناس شيئا "، وسمعته يقول: " إن هلاك العرب بيدي فتية من قريش ".

■ صفة خَلق أبي هريرة وخُلُقه:

قال ابن سيرين: كان أبو هريرة أبيض، لينا، لحيته حمراء.
وكان أبو هريرة طيب الأخلاق كريما، شديد التواضع.
 قال عبد الله بن رباح: سافرنا مع أبي هريرة فكان يكثر أن يدعونا للطعام إلى رحله.
وكان أبو هريرة إذا طلب من أهله طعاما يقول: هل عندكم شيء؟ فإن قالوا: لا. قال: إني صائم.
وعن أبي المتوكل الناجي أن أبا هريرة رضي الله عنه كانت له أمة زنجية قد غَمَّتْهُم بعملها، فرفع عليها السوط يوماً ثم قال: لولا القصاص يوم القيامة لأغشيتك به، ولكني سأبيعك ممن يوفيني ثمنك أحوج ما أكون إليه - يعني الله عز وجل- اذهبي فأنت حرة  لله. 

■ شدة خوف أبي هريرة من الله سبحانه:

كا

ن أبو هريرة رضي الله عنه شديد الخوف من الله، وإنما العلم الخشية، قال سبحانه وتعالى: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
عن ميمون بن ميسرة قال: كانت لأبي هريرة صيحتان في كل يوم: أول النهار وآخره، يقول: ذهب الليل وجاء النهار، وعُرِض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا استعاذ بالله من النار.
وروى ابن المبارك عن وهيب بن الورد عن سلم بن بشير: أن أبا هريرة بكى في مرضه، فقيل: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي على دنياكم هذه، ولكن على بعد سفري، وقلة زادي، وأني أمسيت في صعود، ومهبطه على جنة أو نار، فلا أدري أيهما يؤخذ بي ؟
وروى مالك عن المقبري قال: قال أبو هريرة في مرضه الذي مات فيه: اللهم إني أحب لقاءك، فأحب لقائي.

■ وفاة أبي هريرة رضي الله عنه:

مات رضي الله عنه سنة 57 للهجرة وعمره 78 عاما، صحب الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة أعوام، وعاش بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم  47 عاما، داعيا إلى الله، معلما للقرآن والسنة، عاملا بعلمه، مجتهدا في عبادة ربه، فرحمه الله ورضي عنه، وجزاه عن المسلمين خيرا لما حفظ لهم من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم. 
روى ابن سعد (4/253) عن نافع قال: كنت مع عبد الله بن عمر في جنازة أبي هريرة وهو يمشي أمامها ويكثر الترحم عليه ويقول: كان ممن يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين.

Post a Comment

0 Comments

"; var FstickyWork = stickyWork.replace(/(\r\n|\n|\r)/gm," "); if ( FstickyWork === "yes" ) { $(document).ready(function(){$("#header-navigation").sticky({topSpacing:0});}); } //]]>